تاريخياًرياق وحوش حالا بلدتان لبنانيتان تضمهما بلدية واحدة. تقع البلدتان في وسط وادي البقاع بين مدينتي زحلة وبعلبك السياحيّتين. اشتهرت رياق فيما مضى بمطارها العسكري، ومختبراتها الزراعيّة، ودُورها السينمائيّة القديمة، ومطاعمها ومدارسها الضخمة وقواعدها العسكريّة الدوليّة. لا شكّ أن سككها الحديديّة هي التي وفرّت لها كلّ هذه الشهرة والنجاح.
جغرافياً تقع رياق - حوش حالا في قضاء زحلة أحد أقضية محافظة البقاع هذه المحافظة هي واحدة من ثمان محافظات يتشكل منها لبنان الإداري. تبعد رياق - حوش حالا 60 كلم عن بيروت عاصمة لبنان. ترتفع 930 م (3051.33 قدم) عن سطح البحر وتمتد على مساحة 992 هكتاراً (9.92 كلم²). الزراعة: تشتهر بلدة رياق بزراعة البطاطا، البصل، القمح، فاصوليا، عنب، دراق، تفاح، خضار وحبوب مختلفة سكة الحديد: سنة 1891، سُمح للبنان، الذي كان جزءً من السلطنة العثمانيّة، بإنشاء أول سكّة حديديّة، فكانت سكّة رياق التي أقامتها «الشركة الفرنسيّة للسكك الحديديّة» و»الشركة العثمانيّة الاقتصاديّة». وتمتدّ هذه السكّة من بيروت إلى دمشق فحوران. في أول آب سنة 1895، انطلق أول قطار من مرفأ بيروت باتّجاه محطّة رياق الحديديّة حيث كانت بانتظاره عدّة شخصيّات رسميّة أتت من أوروبا ومن البلدان المجاورة للإحتفال بإنطلاق ما عُرف بتاريخ السكك الحديديّة في الشرق الأوسط. سنة 1912، تمّ وصل هذه السكة بالعالم العربي وبأوروبا وبأفريقيا. لقد كانت السكة تستعمل وسيلة نقل أساسيّة في ذلك الحين. وأصبحت أيضاً حلقة في شبكة السكك الحديديّة العابرة للقارات التي كانت تنقل الناس والبضائع وحتى الملوك وجيوشهم٠ دا أن ريّاق تضمّ محطّة كبيرة للقطارات ، فقد كانت تشتهر في ذلك الزمان بأحد أشهر مصانع القطارات في المنطقة. فقد كان بمقدور مهندسي المصنع أن يصمّموا ويحوّلوا القطارات القديمة ذات أنابيب عاملة على الفحم إلى قطارات تعمل على البترول [302]٠ خلال الحرب العالميّة الثانية، استُعمل هذا المصنع لإصلاح العتاد الحربي والأسلحة. في ذلك الحين، تمّ تكليف فريق من المهندسين في قاعدة ريّاق الجويّة العسكرية بتصميم وببناء قطع لطائرات للجيش الفرنسي، ثمّ تمّ نقلها إلى مطار رياق حيث ضمّها مهندسو القاعدة الجويّة إلى هياكل جديدة، وهكذا حلّقت في السماء طائرات رياق.وفي العام 1976، أقفلت السكّة الحديديّة في ريّاق بسبب الحرب الأهليّة وما زالت مقفلة حتى الآن. وتنقسم هذه السكة الحديديّة إلى قسمين: المحطّة والمصنع. المحطّة: تصل مساحتها تقريبًا إلى 35395 متراً مربعاً، وتتألف من تسعة مبانٍ: فندق كبير(L’Hôtel du Buffet)، مبنى المحطة الأساس، مبنى المكاتب، مبنى لقطع التذاكر والعلاقات العامة، نقطة عسكرية، مبنى البريد، إستراحة الموظفين، ومبنى لمكتب الأمن. في الجهة الشرقيّة للمحطّة، هناك خطّان حديديّان، خطّ مستقيم وخطّ مقوّس. الخطّ المستقيم، الذي يصل المحطّة ببيروت وبقاعدة عسكرية بريطانيّة على تلّة تربل شرقي ريّاق، والتي كانت قائمة في فترة الحرب العالميّة الثانية حتى العام 1940؛ فيما الخطّ المقوّس يصلّ المحطة بالمصنع ومنه الى مدينة حمص وخطّ بيروت الجديد. وكان على الجهة الغربيّة للمحطّة سكّة حديديّة تصل المحطّة بدمشق. تنقسم جميع هذه السكك الثلاث إلى سبعة قضبان متّصلة الواحد بالآخر، في الجهة الشماليّة للمحطّة خمسة أقسام، ثلاثة منها استُعملت للركاب واثنان لنقل الأمتعة والمواد. أما القسمان الآخران فقائمان في الجهة الغربيّة للمحطّة وقد استعملا لإعادة توجيه القاطرات. المصنع: تصل مساحته تقريبًا إلى 133430 متراً مربّعاً، ويتكوّن من ثمانية وأربعين مبنى، تنقسم كلّها إلى وحدتين أساسيّتين: مخازن ومصنع: يتألف المخزن من ثلاثة وعشرين مبنى، واحد منها فقط كان يستخدم كمحطّة. أما قطع الغيار الموضوعة في هذه المخازن فهي التي يتمّ استيرادها وتوضيبها هناك؛ وكانت مرائب سبعة تحتوي على قطع غيار وعلى مواد أوليّة. فيما كان مبنى آخر يستعمل كغرفة تجهيز، وثمة ثلاثة أبنية للمكاتب، وتسع غرف للتخزين، وصالون لأمناء المخازن وغرفة لحرس المحطّة. قاعدة رياق الجويّة : خلال الحرب العالميّة الأولى، أنشأ الألمان مطار رياق العسكري ثم قام الحلفاء بتوسيعه، وأخذ الضباط الفرنسيون المتخصصون في الطيران يدربون عددًا من الشبان اللبنانيين على ميكانيك الطائرات. في أول حزيران 1949 ولد سلاح الجو اللبناني في قاعدة رياق الجوية وعيّن المقدم اميل بستاني أول قائد للسلاح ولقاعدة رياق وكان ذلك في الأول من تموز 1949. كانت قاعدة رياق الجوية على أيام الفرنسيين جوهرة القواعد الجوية ومحط أنظار رجال الثكنات الأخرى، ليس في لبنان فحسب بل في سوريا والشرق الادنى، إذ كان فيها من منشآت الرفاهية والكماليات والحدائق الزاهرة والتدفئة المركزية والمباني الفخمة ما لم يكن موجودًا في غيرها من الثكنات العسكرية. بعد أن أخلى الطيران الفرنسي القاعدة، بقيت مهجورة فترة من الزمن، فكانت أبنيتها وحظائرها ومدارجها بحالة سيئة للغاية. أعادت قيادة الجيش اللبناني ترميمها فعادَت الى سابق عهدها لا بل إلى أفضل ممّا كانت عليه، حيث شملت الأعمال بناية الإدارة والحظائر وبرج المراقبة والنادي والمساكن وبرج المظلات وثكنة الجنود وقساطل المياه والكهرباء والهاتف والمدارج والتدفئة المركزية والمصانع ومتفرّعات المدارج … إلخ. دُشِنت مدرسة طيران شراعي في قاعدة رياق الجوية في حزيران 1957 تيمّنًا بولادة سلاح الطيران في 1 حزيران 1949. |
لا يوجد |