أقامت جمعية "الصوت الثالث لأجل لبنان"، في إطار معرض "السلام"، لقاء حواريا مع محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، بعنوان "بين متطلبات المواطن وسلوكيات الإدارة، دور المحافظ في بناء الثقة؟"، بالتعاون مع بلدية بيروت، في "بيت بيروت".
واستهل شبيب حديثه بالإضاءة على دور التربية المدنية وبتأكيد "أهمية المواطنة بمعناها ومدلولاتها القانونية والوطنية"، وقال: "منذ عام 1840 حتى اليوم، نعيش مراحل من الاستقرار الموقت، ونعاني من اللااستقرار وغياب السلم الأهلي الدائم. والسبب في ذلك هو توزيع السلطة على أساس الطائفية، وذلك بدءا من نظام القائمقاميتين إلى المتصرفية ودستور عام 1926 مرورا بتعديلاته كافة، حتى عام 1990".
وأكد أن "الطائفية هي عكس المواطنة ونقيضها"، وقال: "لقد نشأ كيان لبناني في جبل لبنان، على أساس التمييز بين المواطنين بحسب طريقة إيمانهم الديني. وكل منا أصبح متمسكا بهذا التوزيع الطائفي ومقتنعا به على مر الأجيال، بأنه السبيل الوحيد للحفاظ على الوجود. وبعد 160 عاما، أثبتت الطائفية أنها هي العلة والسبب الرئيسي لمشاكل لبنان ولعدم وصولنا به إلى الوطن الذي نتطلع إليه".
وعما إذا كان في استطاعة لبنان الوصول إلى المواطنة من دون خلق أزمات وجودية، قال: "بكل تأكيد، يمكن بناء مواطنة حقيقية، شرط أن يكون القانون هو السيد والسائد، وأن يتضمن بمضمونه قواعد تفرض المواطنة الحقيقية ويطبق بشكل فاعل ومن دون تمييز.
وتحدث عن تجربته في الإدارة العامة، فقال: "إن الموارد البشرية والمالية متوافرة، لبنان ليس بلدا فقيرا، بل غنيا بطاقاته البشرية، وهو غير عاجز من الناحية النظرية على النهوض وتأمين الموارد على مستوى الدولة والوحدات اللامركزية".
وردا على سؤال عن النهج الحديث الذي أضافه إلى العمل الإداري داخل بلدية بيروت، قال: "نحن في صدد مكننة العمل الإداري داخل البلدية، فأعددنا حاليا دفتر شروط من أجل استقدام شركة مؤهلة لتطبيق وإدخال نظام متطور يتناسب مع نمط العمل الإداري البلدي الهائل بحجمه في بيروت. وفي الأشهر القريبة المقبلة، سننفذ نقلة تاريخية، بعبورنا تدريجياً وعلى مراحل من المعاملات الورقية إلى الأخرى الإلكترونية. وتزامنا، نحن ننفذ، بالتعاون مع مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش، عملية إصلاحية ضخمة من أجل مكننة وحفظ خرائط التخطيطات التي ما زالت ورقية وتعاني من حالة مزرية وإنشاء خريطة تخطيط موحدة بمدينة بيروت. وترتكز هذه العملية على تحديث طريقة حفظ وتوحيد كل هذه الخرائط إلكترونيا وتضمينها الإنشاءات والأبنية والمؤسسات القائمة لتتوافر على نظام GIS".
وردا على سؤال عن التعاون مع الجهات غير الرسمية لتنفيذ مشاريع ذات منفعة عامة، قال شبيب: "يقوم عملنا، ليس فقط على الجهاز البشري الموجود في بلدية بيروت، بل على مجموعة من المتطوعين والهيئات الأهلية والمدنية التي تعاونا وما زلنا نتعاون معها في برامج ومشاريع عدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إعادة افتتاح حرج بيروت الذي كان مقفلا منذ عام 1992 حتى عام 2014، حيث ما أن تسلمت مهامي كمحافظ حتى عملت فورا على إعادة افتتاحه، من خلال تعاوني مع متطوعين من الشباب وأعضاء في جمعيات أهلية وطلاب جامعات. وهذا النهج لم يتوقف منذ عام 2014، ففي كل مرحلة نطلق برامج أو مشاريع جديدة، وآخرها كان الأسبوع الفائت، حيث أطلقنا مع جمعية I Love Beirut مبادرة لتبادل الكتب المدرسية مجانا بين الطلاب.
وتحدث عن موضوع فرز النفايات، وقال: "نحن ندرس هذا الأمر بجدية منذ سنتين مع بداية الأزمة المؤسفة، وبدأنا بالتعاون مع I love beirut بإعداد خطة غير مسبوقة في مجال الفرز من خلال تقديم حوافز وسوف نتحدث عنها وسنطلقها قريبا".
وتطرق إلى "قانون منع التدخين في الأماكن العامة".
وردا على سؤال عن ملف الأملاك البحرية والمشاريع على الرملة البيضاء، قال: "لقد كلفت مصلحة الهندسة في بلدية بيروت بالمسح الشامل لمختلف المشاريع القائمة على طول الشاطىء ووضع ملاحظاتها وتصنيف المخالفات، وما أن يصدر التقرير سيبنى على الشيء مقتضاه.
<