كلمة الوزيرة الحسن: من موقعي كوزيرةٍ للداخلية والبلديات أقول ان لا اقتصادَ من دونِ أمنٍ، ولا أمنَ من دون وضعٍ اقتصاديّ واجتماعيّ سليم، ولا وضعَ اقتصادياً واجتماعياً سليماً من دون تنميةٍ محليةٍ يكون للبلديّات والسلطات المحليّةِ فيها دورٌ أساس، لذا يجب أن يكونَ الإقتصاد العنوانَ الرئيسَ للحكومةِ مجتمعةً. * يواجهُ لبنان اليومَ تحدياً كبيراً من اجل تنفيذ وعودِهِ الاصلاحية التي التزمَها في مؤتمر "سيدر" العام الماضي، كمدخلٍ لحصوله على اموال المانحين الدوليين، ولبنان من المحظوظين لانّ لديه اصدقاء كثراً في المجتمع الدولي يحرصون، كما نحن، على تماسكه وعدم انهياره. * إنّ كثرة المؤتمرات الداعمة الدولية للبنان لم تُسهِم حتى اليوم في حلِّ المشكلةِ البنيويةِ التي يُعانيها إقتصادنا، وهو ما كانت له إنعكاساته السلبية الكبيرة على الإقتصاد، فرتّب إرتفاعاً في معدلات الفوائد، وتقليصاً في حجم القطاع الخاص، وزيادةً في نسب البطالة، وتداعيات أخرى كثيرة... * صحيحٌ أننا تمكنَّا خلال مراحل متفاوتة في الماضي من تنفيذِ اصلاحاتٍ زادت معدلات النمو وحَدَّت من زيادة حجم الدين العام، لكنَّنا للاسف فشلنا في كسر الحلقة المفرغة التي ندور فيها، وفي وضع هذا الدين على مسار مستدام، وذلك نتيجةً لعدم اتخاذِ الاجراءاتِ الكاملة الكفيلة بتحقيق ذلك * الحل الأمثل لمشكلة المديونية العامة المرتفعة وتنامي العجز المالي، هو تحفيز النمو باعتبارهِ القاعدةَ الاساسيةَ لأيِّ سياسةٍ اقتصاديةٍ من جهة، وكونَه يمثِّلُ وسيلةً لِخَفْضِ نسبةِ الدين إلى الناتج المحلي، وبالتالي التخفيف مِن وطأتِه على الاقتصاد من جهةٍ أخرى. * لا بد لحكومتنا ان تتخذ خطوات جذرية تنهض بالاقتصاد، أهمّها: حلّ مشكلةِ عجز الكهرباءِ، وإقرار موازنة تقشفية، وإقرار وتنفيذ اصلاحات بنيوية، والسعي إلى إقامَةِ مشاريعَ انمائيةٍ في كلِّ المناطِقِ، والاستثمار في البنى التحتية، والتمسّك بسياسة الانفتاح على دولِ الجوارِ العربيّ. * علينا في هذه الحكومة أن نقوم بكل ما يلزم للحصول على اموال "سيدر"، والا فلبنان سيفقد هذه الفرصة الكبيرة لاصلاح مشاكله البنيوية، وسيكون عليه مواجهة مشاكل اكبر في المستقبل غير البعيد قد لا تكون حلولها متوافرة في حينه. * أتمنى من جميع الافرقاء وضع خلافاتهم جانبا، وأن نعمل يداً واحدة لمصلحة المواطن اللبناني، وأؤكّد لكم أنني سوف أبذل قصارى جهدي لكي أُسهم من موقعي لوضع لبنان على طريق النمو المُستدام. |