برعاية وحضور محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي أطلقت "الجمعية الإجتماعية" في شحيم، بالتعاون مع بلدية شحيم، حملة بعنوان "ما صرنا عالأرض... ثروتنا الأرض"، وهي مبادرة وطنية من بلدة شحيم للعودة الى الجذور بإستثمار الأرض والتمتع بخيراتها، وتشمل توزيع 250 ألف شتلة وبذور على أكثر من 1500 عائلة من سكان شحيم. وحضر الحفل الذي أقيم في مركز الجمعية في شحيم، النائبان محمد الحجار وبلال عبد الله، رئيس إتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي المهندس زياد الحجار، رئيس بلدية شحيم أحمد فواز وعدد من أعضاء المجلس البلدي، رئيسة جمعية النجاة الاجتماعية الصيدلي ختام الحاج شحادة، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في جبل لبنان الشيخ أحمد سعيد فواز ومسؤول مكتب شحيم المهندس مالك فواز ومتطوعون ومتطوعات. وإفتتح المحافظ مكاوي لدى وصوله حديقة الشتول، برفقة الحضور، بعدها إنتقل الجميع الى قاعة الجمعية الإجتماعية، حيث أقيم حفل إطلاق الحملة، والتي استهلت بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية للمدير التنفيذي للجمعية المهندس غسان الحاج شحادة مرحبا بالحضور، ثم تحدث رئيس الجمعية وسام الحجار فرحب بالجميع، وتوقف عند كلام القاضي مكاوي الذي قال:"ثروتنا هي الأرض"، وما أجمل أن نعود ونستثمر في هذه الثروة المفقودة بعد أن هجرناها لسنين طوال". وأضاف: "تحت هذا الظرف الضاغط بسبب الأوضاع الإقتصادية، قررنا في الهيئة الإدارية القيام بحملات إغاثية وصحية وبعمل مستدام يستفيد منه جميع المقيمين في بلدة شحيم، فتم التواصل مع البلدية وعرض الفكرة عليها وكانت الشراكة بيننا للقيام بهذا المشروع". وأكد ان "هذا المشروع ما كان ليبصر النور لولا توجيهات ورعاية محافظ جبل لبنان، صاحب المبادرة الوطنية الكبيرة التي أطلقها نهاية العام الماضي بعنوان: "ما صرنا عا الأرض، ثروتنا الأرض"، آملا "أن تعم هذه العدوى جميع قرى ومدن جبل لبنان". ثم تحدث الحجار عن الجمعية وتاريخ تأسيسها عام 1994 على "يد مجموعة من الشباب المثقف والغيور على الصالح العام، انطلاقا من الايمان بالقيم الانسانية والعدالة الاجتماعية، وتبنيا لمبادىء التضامن والتآخي للارتقاء بالمجتمع وتنميته تحت شعار الاصلاح والتكافل". وأشار الى أن "الجمعية وسعت رقعة خدماتها الانسانية لتشمل القطاع الصحي الاجتماعي والاغاثي". ولفت الى "انها تستهدف خدمة أبناء شحيم والاقليم الذي يتخطى عدد سكانه 130 ألف نسمة اضافة الى الاخوة اللاجئين الفلسطينيين في الاقليم وعددهم حوالى 5 الاف نسمة في شحيم والاقليم، إضافة الى ما يزيد عن 1000 عائلة من النازحين السوريين في شحيم وأكثر من 12 ألف عائلة في قرى وبلدات الاقليم". كما تناول برامج وأنشطة الجمعية المتنوعة من إغاثية وإنسانية وإجتماعية وصحية، شاكرا المحافظ مكاوي والبلدية وجميع الفاعليات والمساهمين لدعمهم الجمعية ونهضتها. ثم تحدث فواز فرحب بالحضور، وأشار الى أن "البلدية تحركت منذ اللحظة الأولى لأزمة كورونا، وقبل انتشارها في لبنان، وكلفت لجنة الصحة في البلدية متابعة أوضاع البلدة، والتحرك السريع، فقامت بتوزيع المعقمات على المدارس، وتنظيم حملات توعية للمواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات البلدية للوقاية من هذا الفيروس، وأنشأنا خلية أزمة مع شركائنا من الاحزاب والقوى السياسية في شحيم"، لافتا الى وجود حوالى 50 الف نسمة في شحيم، وحوالى 15 ألف من النازحين السوريين والاخوة الفلسطينيين". وأضاف: "ان البلدية اتخذت جملة من التدابير القاسية من هذا الوباء، نظرا لوجود مؤسسات وادارات الدولة والمصارف في شحيم، لذا بدأنا بالوقاية بمساعدة خلية الازمة، واتخذنا كل الإجراءات العملية على الأرض، ولم يسجل لدينا أي حالة، علما أن شحيم خزان الوظيفة، ولدينا حوالى 1000 موظف يختلطون، ولكن نتيجة ثقافة ابن شحيم ووعيه تفادينا حتى الآن أي إصابة". واعتبر أن "الدولة تسرعت في قرار فتح المؤسسات والمساجد والكنائس"، داعيا إلى "الانتباه والتيقظ". ونوه بالحملة التي أطلقها المحافظ في جبيل، وأعلن ان البلدية ستكون من أول المساهمين بالمشروع الذي أطلقته الجمعية الإجتماعية، داعيا المواطن اللبناني الى "العودة إلى جذوره، وهذه الأزمة أعادتنا إلى الارض، فنحن من الأرض والى الأرض نعود". وفي الختام، ألقى راعي الحفل مكاوي كلمة قال فيها: "أن أشارك في مبادرة بلدية شحيم الوطنية للعودة إلى الجذور باستثمار الأرض والتمتع بخيراتها مدعاة سرور لي، لأن هذه المبادرة تندرج في اطار المشروع الذي دعوت اليه وشاركت في انطلاقته خلال شهر كانون الأول 2019 المنصرم في بلدة بلاط - قضاء جبيل تحت عنوان "ما صرنا عالأرض.. الأرض ثروتنا"، حيث بدأنا إستنهاض الهمم للعودة إلى الأرض تأكيدا لتعلقنا بها ولنغرف من كرمها غلالا للأيام الصعبة والسنوات العجاف". وتابع: "في بلاط جنى الموسم بات على الأبواب، وفي شحيم ننطلق من جديد في مشروع أكبر حجما يستهدف توزيع حوالى 280 ألف شتلة لمختلف أصناف الخضار على أكثر من 1500 عائلة من السكان، ويسعدنا هذا التنافس في أحجام المشاريع، لأن النتائج ستنعكس بالتأكيد على أهلنا أينما وجدوا، وسيزداد الخير، ولنا في كل موسم وقطاف فرح العطاء، وأبهى معاني الحرية والإستقلال والإكتفاء الذاتي. مبادرة تشمل الغرس والزرع في آن معا، الغرس للشتول التي تسرع الإنتاج، والزرع الذي يتم بنثر البذور لتحضير الشتول من جديد". وأضاف: "هي عظمة العمل الذي به نتذوق طعم النجاح، فالإنتاج الزراعي ثروة قائمة بحد ذاتها توفر الإحتياجات الخاصة مباشرة، وهي ذات بعد مادي ومعنوي كونها تثبتنا بهذه الأرض الطيبة التي رغم بخلنا تجاهها تبقى كريمة، ورغم نسيانها لها تبقى ذاكرتنا، ورغم ما اقترفت أيدينا بحقها تبقى سندا لنا وتاريخا أثبتت الأيام أنه لا بد أن يكون المرتكز لأي مستقبل مشرق نرجوه". وأردف: "هذه المبادرة الزراعية في شحيم، هي مبادرة وطنية بإمتياز، ليس فقط لأنها تعد بمحصول لا يستهان به، بل لأنها تعد النفوس بموازاة حراثة الأرض، وتزرع الأمل مع الشتول ليحل محل اليأس الذي تنشره الأزمات الضاغطة اجتماعيا واقتصاديا، فالأمل وحده يبقى عقيما إن لم يقترن بالعمل". وختم مكاوي بتوجيه تحية لبلدية شحيم والجمعية الاجتماعية، داعيا بلديات جبل لبنان الى القيام بدورها الريادي في هذا المجال، كما وجه تحية لشرطة اتحاد بلديات الاقليم الشمالي وشرطة بلدية شحيم، لمساهمتهم في توقيف مجموعة ناشطة في أعمال السرقة في حي البيادر في شحيم، منوها بجهودهم. بعدها، بدأت حملة توزيع الشتول |