احتفل في الباحة الداخلية لسرايا زحلة بالذكرى السبعين لإنشاء الامم المتحدة، بدعوة من محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان، في حضور المدير العام ل "الاونروا" ماتياس شمالي ممثلا المنظمة الدولية، الوزير والنائب السابق خليل الهراوي، رئيس بلدية زحلة - معلقة وتعنايل المهندس جوزف دياب المعلوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع ادمون جريصاتي وحشد من الفاعليات الرسمية والاقتصادية والدينية والشعبية ورؤساء اتحادات البلديات والبلديات.

تخلل الاحتفال برنامج فني شارك فيه الشاعر شوقي بزيع والكاتب والملحن جورج مرتينوس الذي أنشد "نشيد السلام" للامم المتحدة، وتقديم درعين باسم الامم المتحدة ومحافظة البقاع الى عدد من الرسامين من زحلة والبقاع الذين أقاموا معرض لوحات للمناسبة.

قدمت الاحتفال الاعلامية كريستين زعتر معلوف، ثم القى سليمان كلمة قال فيها: "كيف لا نحتفل اليوم وإياكم بهذه المناسبة ولبنان من الدول المؤسسة لمنظمة الامم المتحدة، ومن بين الاوائل الذين وقعوا شرعة حقوق الانسان والاتفاقات ذات الصلة؟ كيف لا نحيي اليوم مسيرة هذه المنظمة الاممية بمختلف فروعها وهي التي تقدم وما تزال ما هو خير لصالح الانسانية جمعاء، ولبنان لم يزل ومنذ نشوئها يتعاون معها ويعول على اعمالها ويلتزم قراراتها وهي لم تتأخر يوما في ان تكون سندا له في كل الظروف العصيبة التي مر ويمر بها؟"

أضاف: "أنا اليوم ومن هنا، من سرايا زحلة مركز محافظة البقاع من زحلة دار السلام وباسمكم جميعا أتوجه بالشكر لكل من يقوم بمهامه ضمن المنظمة حفاظا على السلام الاجتماعي والامني والغذائي والعلمي والبيئي وعلى الاصعدة كافة. شاءت الظروف ان يقتصر الاحتفال بهذا اللقاء وكنا قد أعددنا احتفالا لا أبالغ لو قلت انه كان متنوعا وكبيرا، لكننا ورغم كل شيء لم نرد ان تمر الذكرى ال70 لإنشاء الامم المتحدة مرور الكرام, فكان ان توافقنا على هذا اللقاء، فأهلا وسهلا بكم وشكرا لحضوركم".

وتابع: "يهمني جدا المشاركة والمساهمة النابعة من التزام الفنانين رسالة السلام السامية واهتمامهم القوي والفعال لإنجاح فعالية محافظة البقاع. هم قدموا مع أعمالهم رسما ونحتا وشعرا وألحانا وأداء، ناهيك عن الجهد والصدق لإبراز الوجه المشرق لهذا الوطن الصغير، وترجمة إيمانهم وتجذرهم برسالته. لقد أعطيتم من قلبكم، فازدهى اللقاء بكم، ونقلتم بهذه المساهمة الصغيرة حلم أبناء البقاع بمستقبل زاهر بالسلام للبنان والعالم، سلمت إياديكم وحناجركم".

وختم: "نتمنى للمنظمة ولأمينها العام السيد بان كي مون، ولجميع الناشطين فيها، ذكرى سعيدة على أمل ان نصل الى الغاية المرجوة وذلك بتحقيق أهدافها ونستطيع بذلك ان نحفظ عالمنا آمنا سليما، ولا نخيب أحلام أجيال المستقبل، فالارض تتسع للجميع دون منة من أحد، خيراتها وجب ان يستفيد منها الجميع بعدالة ولا شيء يمنعنا من ان نعمل ذلك. نأمل مواكبة هذه المسيرة نحو الافضل، أتمنى لكم وقتا طيبا ومثمرا".

شمالي

وكانت كلمة لشمالي قال فيها: "يسرني ان أكون حاضرا اليوم بينكم هنا في زحلة وان أشارك معكم في هذا الاحتفال الهام. يشكل هذا الحدث جزءا من سلسلة احتفالات بدأت الشهر الماضي وسوف تستمر في لبنان خلال الاسابيع المقبلة، وهو ثاني حدث ينظم في منطقة البقاع الخلابة. بلغت الامم المتحدة عامها السبعين هذه السنة، فهي تقدمت في السن وزادت حكمة وخبرة. على مدى العقود الماضية، اختلف تعريف الامم المتحدة بين الناس، ويعتبر البعض الامم المتحدة عبارة عن مجلس أمن دولي وقوات حفظ السلام التي تبذل جهود في المناطق التي تشهد اضطرابات حول العالم. اما البعض الآخر فيعتبر الامم المتحدة المنظمة الرائدة في العمل الانساني من أجل مساعدة الملايين من الاشخاص المستضعفين والمكافحة لإنقاذ مليار شخص من الفقر المدقع. وأخيرا، لا يزال عدد كبير منا يرى في الامم المتحدة مرجعا لحقوق الانسان والفرصة الافضل لتطبيقها وتحقيقها على الصعيد العالمي".

أضاف: "تجمع الامم المتحدة كافة هذه الامور. فهي تجربة طويلة وطموحة بدأت منذ سبعة عقود من أجل تحقيق السلام المشترك والامن والتنمية الهادفة الى تغيير حياة الناس والاجيال المتعاقبة نحو الافضل. ولطالما كان لبنان، كعضو مؤسس، شريكا فعالا في هذا المسعى العالمي. يأتي الاحتفال بعام الامم المتحدة السبعين، في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات شديدة، تأثر الشعب اللبناني والمؤسسات التي تجمع فئات هذا الشعب بشدة بتبعات النزاع في سوريا. ساهمت تعددية لبنان المميزة والدروس المستخلصة من الماضي في حمايته حتى الآن، وتبعث المرونة الاستثنائية التي يظهرها الشعب اللبناني وسخائهم في استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين الكثير من الأمل، ويجب ان نستمر في الاستفادة من ذلك".

وتابع: "خلال السنوات الثلاث المنصرمة، استثمر المجتمع الدولي اكثر من 2,5 مليار دولار اميركي لمساعدة اللاجئين والمجتمعات والمؤسسات اللبنانية المضيفة والداعمة لهم. وتعمل منظمات الامم المتحدة بجد مع شركائنا لنضمن استمرار تقديم المساعدة والحماية للاطفال والنساء والرجال المستضعفين في لبنان. وهناك سبب وجيه للامل، في ظل توافق آراء المجتمع الدولي في دعم استقرار لبنان وسيادته. وينعكس ذلك في الدعم المتواصل الذي تقدمه الدول المشاركة إلى اليونيفيل واليونيسيف والاونروا والمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان".

وقال: "عند مزاولتنا عملنا اليومي، نعتمد في الامم المتحدة بشكل كبير على شراكاتنا مع البلديات والمجتمع المحلي وقادة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية هنا في منطقة البقاع، ويشارك العديد منهم معنا هنا في هذا الاحتفال، داعمين لعملنا في تعزيز التنمية والتقدم الاجتماعي وحقوق الانسان. أنتم وزملاؤكم تشكلون جزءا لا يتجزأ من جهودنا الساعية الى تقديم المساعدات الهامة الى من هم بحاجة ماسة اليها. أود ان أشكركم جميعا على هذه الشراكة، وعلى الشعور بالمسؤولية الجماعية والهادفة والمحفزة لهذه الشراكة".

أضاف: "نجتمع اليوم في مدينة زحلة، عروس البقاع، والتي تحتل مكانة خاصة في لبنان، وما زالت هذه المدينة التي سحرت أمير الشعراء احمد شوقي، قادرة على أسر قلوبنا. مع سكانها الماهرين والنابضين بالحياة، لعبت هذه المنطقة الكريمة والمضيافة في البقاع دورا رائدا في استقبال اللاجئين من سوريا التي تشهد نزاعات، واحتضنت منذ أكثر من ستين عاما، اللاجئين الفلسطينيين. لكن للاسف، شهدت منطقة البقاع اضطرابات في السنوات الاخيرة بسبب أعمال العنف والنزاعات وعانت في العقود المنصرمة من مستويات متفاقمة من الفقر. ومن الطبيعي ان يعتبر الكثيرون منطقة البقاع كمقياس لقدرة لبنان على تحقيق الاستقرار والامن والتنمية المستدامة. يجب ان نعمل معا لمساعدة لبنان على تحقيق ذلك".

وختم شمالي: "اسمحوا لي ان أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن امتناني وتقديري لمحافظ منطقة البقاع، الاستاذ سليمان، ورئيس البلدية السيد معلوف وجميع الزملاء والاصدقاء على دعمهم في تنظيم هذا الاحتفال. انه يوم للاحتفال بذكرى إنشاء الامم المتحدة ويوم لنبني آملا ببناء لبنان أكثر أمنا وازدهارا".