للأسبوع الثالث على التوالي يتواصل وصول الفرق الاجنيبة والفنانين الى بيروت للمشاركة في فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية في الذكرى الستين على تأسيس المهرجانات. فبعد الحفل الكبير في 22 و23 تموز لفرقة كركلا والتي أعادت الى الاذهان الاعمال الضخمة التي شهدتها قلعة بعلبك في الستينيات والسبيعينات من القرن الماضي وتحديدا في اعمال الاخوين رحباني وفيروز أشعل النجم العالمي جان ميشال جار سماء بعلبك بالأضواء والموسيقى الصاخبة وعاش الجمهور ساعة ونصف الساعة من الدهشة والمتعة والانخطاف من الواقع الى عالم ملون ومضيئ.
ومساء أمس وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي النجم العالمي ميكا وفرقته والذي سيشعل ادراج معبد باخوس وسط حضور الالاف الذين ستغص بهم الطرقات المؤدية الى قلعة بعلبك.
لا شك ان الجهود التي بذلت هذا العام لانجاح هذه الاحتفالية الضخمة كانت مضنية ويقف وراءها الى جانب لجنة مهرجانات بعلبك الدولية وعلى رأسها السيدة نايلة دوفريج، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي رفض أي حديث عن تأجيل او نقل المهرجانات الى مكان الاخر والتحدي الحقيقي لخضر كان الانتخابات البلدية والاختيارية التي صنفت الانجح في محافظة بعلبك الهرمل من كل النواحي لا سيما الامنية واللوجستية.
وفي حديث على هامش الحفل الثالث للمهرجانات قال المحافظ خضر لموقع "ليبانون فايلز"، "لقد أعادت لجنة المهرجانات والسيدة نايلة دوفريج الفرح والعز الى هذه القلعة بعد جهود كبيرة بذلتها من العام الماضي وصولا الى هذا اليوم وأنا كرئيس لمجلس الامن الفرعي عملت على اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لا سيما الأمنية لطمأنة المواطن الذي سياتي الى بعلبك من كل المناطق اللبنانية واعتقد باننا نجحنا في الامتحان واكبر دليل هي قوافل الباصات التي نراها الان امام القلعة والتي نقلت الجمهور من بيروت اضافة الى الحضور الديبلوماسي الكبير لا سيما الاوروبي منه والجاليات الأوروبية التي أتت لتستمتع بالعرض الرائع للنجم العالمي جان ميشال جار."
وساهمت ليالي المهرجان هذا العام في تنشيط الحركة الاقتصادية نسبيا في المدينة اذ ارتفع عدد الوافدين الى المدينة مقارنة مع العام الماضي بنسبة 67% فيما بلغت نسبة الحجوزات في فنادق البالميرا وكنعان ولاماموار ال 100% اضافة الى حركة غير مسبوقة في المقاهي والمطاعم في منطقة رأس العين القريبة من القلعة الاثرية .
وفي جولة في سوق المدينة اكد التجار لموقعنا أن الحركة التجارية انتعشت بشكل ملحوظ بعد زيادة ليالي المهرجانات لا سيما في المحال التي تبيع المنتوجات التراثية التقليدية والفضل باعادة الحركة السياحية الى المدينة هو تطبيق الخطة الامنية التي أطلقها محافظ المنطقة والذي يسهر على نزع الشوائب لان بعلبك هي مدينة السياحة والثقافة ونرفض ان يشوه صورتها بعض الشاذين .
وفي موازاة المهرجانات يلاحظ المتابع للاوضاع في بعلبك أن المحافظ خضر أطلق نهضة ثقافية لافتة في المدينة من خلال رعايته العديد من اللقاءات الثقافية لا سيما اللقاءات الفرنكوفونية في فندق بالميرا اضافة الى حفلات تخريج الطلاب وايلاء الاهتمام اللازم بالمؤسسات التربوية مدرسية كانت ام جامعية.
منذ سنتين الى اليوم استطاع محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر بالتعاون مع كل الفعاليات في المدنية لا سيما الثقافية منها و لجنة مهرجانات بعلبك الدولية اعادة المدينة الى الخارطة السياحية والثقافية اللبنانية ويبقى السؤال هل تلتفت الدولة الى هذا الجهد المبذول وتدعمه لكي تبقى بعلبك الصورة الاجمل للبنان في العالم؟