أقيم في معهد قوى الأمن الداخلي/ ثكنة الرائد الشهيد وسام عيد - عرمون، حفل تخريج الدفعة الثانية من دورة الدركيين المتمرنين ( 859 دركياً) الذين تابعوا دورة تنشئة مسلكية وعسكرية. جرى حفل التخريج برعاية وحضور المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وحضور كل من: ممثل قائد الجيش اللبناني العميد الركن خليل يحي، ممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية والمديرية العامة للدفاع المدني، القاضي رولان الشرتوني، ممثل محافظ جبل لبنان السيدة مارلين حداد/قائمقام المتن، قادة الوحدات في قوى الأمن الداخلي، ممثلون عن السفارات من دبلوماسيين وأمنيين، وعدد كبير من ضباط ورتباء قوى الأمن الداخلي، إضافةً إلى فاعليات بلدية وإختيارية وعائلة المعاون الشهيد إدمون سمعان الذي سميّت الدورة بإسمه. بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم رحّب عريف الاحتفال العقيد فادي حامد بالحضور، بعدها جرت مراسم تسمية الدورة وحلف اليمين القانونية من قبل المتخرجين. بعدها ألقى العميد الحجار كلمةً، جاء فيها: أيها الحضور الكريم, أهلاً ومرحباً بكم ضيوفاً أعزاءَ في معهدِ قوى الأمن الداخلي. نحتفلُ اليومَ معاً بتخريجِ جيلٍ جديدٍ من رجالِ قوى الأمن الداخلي. ثمانِمئةٍ وتسعةٌ وخمسون دركياً تلقَّوْا مبادئَ وقيمَ الوطنيةِ والبطولة، ونذَرُوا أنفُسَهُمْ من أجلِ لبنانَ حفاظاً على أمنِهِ واستقرارِه، إختارُوا أنْ يكونُوا دِرعاً يحمي الوطنَ وملاذاً يلجأُ إليهِ المواطن. أهلاً بكم حضرةَ اللواء المدير العام. إنَّ حضورَكُم هذا الحفلَ ممثِّلاً معالي وزير الداخلية والبلديات, هوَ دليلٌ واضحٌ على الأهميةِ التي يوليها معالي الوزير وتولُونها شخصياً للمعهدِ ودورِهِ المحوريّ في مسيرةِ تطويرِ وتحديثِ قوى الأمن الداخلي, عِبْرَ بناءِ قدراتِ ضبّاطِها وعناصرِها, وتفعيلِ العملِ في قطعاتِها, وتعميقِ ثقةِ المواطنينَ بها. لقدْ تابَعَ المتخرِّجونَ تدريباتٍ عامة, وتلقَّوْا معارفَ متنوعةً تؤهِّلُهُمْ للتصدي لمختلِفِ المهماتِ المطلوبةِ منهم خلالَ مراحلِ خدمتِهِم, كما خَضعُوا لتدريبٍ متخصصٍ وفقاً لمراكزِ استخدامِهِم المرتَقَبةِ بعدَ التخرُّج. وخلالَ هذا الحفل, سيقَدِّمُ لنا درّاجونَ من المتخرِّجينَ عرضاً مميّزاً بواسطةِ الدرّاجاتِ الناريّة, كما تنفِّذُ مجموعاتٌ أخرى منهم سيناريوهاتٍ مختلفةً تظهرُ مدى إتقانِهِمْ لتقنياتِ التدخُّلِ المطلوبةِ أثناءَ مهماتِ حفظِ النظامِ وتوطيدِ الأمن. أيها الخرّيجون, لقد اخترتُمْ لدورتِكُمْ اسمَ دورةِ المعاون الشهيد إدمون رياض سمعان أحدَ رتباءِ مكتب مكافحة المخدِّرات المركزي, الذي استُشْهِدَ بتاريخ 20/5/2015 أثناءَ أداءِ واجبِهِ في مداهمةِ منزلِ أحدِ المطلوبينَ وضبطِ كميةٍ من المخدِّرات, وهذا دليلٌ على إيمانِكُمْ بقِيَمِ التضحيةِ والولاءِ للوطنِ والوفاءِ لشهدائِه, وعلى التزامِكم بحمايةِ المواطنينَ وتنقيةِ المجتمعِ من الأخطارِ التي تتهدَّدُه, وفي طليعتِها آفَةُ المخدِّرات. يواكبُ تخرُّجَكم تحدّياتٌ وأحداثٌ جِسام, وهنا تشخَصُ إليكم أبصارُ فئاتِ المجتمعِ كافّةً بحثاً عن رجلِ الأمن, ضمانةُ أمنِهِم وسلامتِهم. وقد حرَصَ معهدُ قوى الأمن الداخلي عِبْرَ برامجِهِ التدريبيةِ التي حظِيتُم بها, على تحقيقِ العديِد من الأهدافِ التي تسعى للإرتقاءِ بمنظومةِ الأداءِ الأمني, من خلالِ رفعِ مستوى مهاراتِكُم, وتأكيدِ حِرْصِكُم على احترامِ حقوقِ الإنسانِ وكرامتِه, والإلتزامِ بأخلاقياتِ وقيمِ رجلِ الأمن. إجعلوا من أنفسِكُم ملاذاً للقاصدين, وعوناً للمظلومين, وسداً منيعاً للحفاظِ على حقوقِ المواطنينَ وحريّاتِهِم. كلُّ التهنئةِ لكُم أنْ نلتُم شرفَ الإنضمامِ إلى قوى الأمن الداخلي, تَبَرُّونَ بقَسَمِكُم الذي ردَّدْتُمُوهُ بقلوبِكم قبلَ أصواتِكم, متسلِّحينَ بالعلمِ والمعرفة, ومستعدِّينَ للعطاءِ والتضحيةِ في سبيلِ الوطن, إلى جانبِ أشقّائِكُم من رجالِ الجيشِ اللبناني والأجهزةِ الأمنيةِ الأوفياء. باركَ اللهُ عملَكُم وعملَ مدرِّبيكُم وضباطِ ورتباءِ وأفرادِ المعهدِ جميعاً, الذينَ عمِلُوا بكَدٍّ وإخلاصٍ ليجعَلُوا منكم رجالاً مميَّزين, ومن هذا اليومِ يوماً مميزاً. هنيئاً لقوى الأمن الداخلي هذا الإنجاز, وإلى مزيدٍ من التقُّدمِ والنجاح. عشتم,عاشت قوى الأمن الداخلي,عاش لبنان. ثم ألقى اللواء بصبوص كلمةً، هذا نصها : أيها الحضور الكريم،مرة جديدة نحتفي سوياً بتخريج دفعة جديدة من الدركيين المتمرنين بعد أن أنهى عناصرها دورتهم التدريبيَّة في معهد قوى الأمن الداخلي في عرمون. هذا المعهد الذي حرصت على تطويره منذ أن توليت قيادة وحدة المعهد عام 2011، حيث كانت التدريبات تجري في مقرِّه السابق في محلة الوروار، والذي كان يفتقر إلى الكثير من المقومات الضروريَّة للتدريب، نتيجة ضيق المكان المخصص لإيواء المتدربين، وعدم توفر الأماكن اللازمة للتدريب، ومسارح جريمة نموذجيَّة، وحقول الرماية، وغيرها من وسائل التدريب الضروريَّة، والتي أصبحت متوفرة في معهدنا هذا بفضل كل الجهود الجبارة التي بذلت، فأضحى المعهد وحدةً نموذجيَّةً مؤهلاً لتدريب الضبَّاط والعناصر الأمنيَّة من كل الرتب، وفي شتى المجالات والإختصاصات الأمنيَّة، سواء أكان التدريبُ أساسياً أم مكمِّلاً أم متخصصاً. كل ذلك ما كان ليحصل لولا الدعم المعنوي اللامحدود من معالي وزير الداخليَّة والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق العين السَّاهرة على جهوزيَّة الأجهزة الأمنيَّة في لبنان، ومن دون أدنى شك ذاك الدعم العيني والمالي الذي وفرته العديد من سفارات الدولِ الشقيقة والصَّديقة، فشكراً لهم جميعاً لما قدموه ويقدموه من دعم لقوى الأمن الداخلي بخاصة وللبنان عامَّة. أيها الحضور الكريم، لقد أملَت علينا التحولات السياسيَّة في منطقة الشرق الأوسط وما رافقها من صراعات عسكريَّة وأحداث أمنيَّة خطيرة تمثَّلت في تسارع وتيرة الإعتداءات الإرهابيَّة، وفظاعةِ الأساليبِ المعتمدةِ ووحشيَّتها، إلى تعزيز قُدراتِ قوى الأمن الداخلي من حيث العديد والعتاد، كما دفعتنا للسعي إلى استغلال كل ما توفره التقنيات والبرمجيات والمختبرات الحديثة من إمكانيَّات، لرفع مستوى الأداء الأمني عامَّة، والحفاظ على جهوزيَّة تامَّة للتدخل الفاعل حيث تدعو الحاجة، درءاً للمخاطر الأمنيَّةِ على اختلافها، وتقليلاً من مضارها الفادحة، ولكن كل هذه المتغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً التي يصعب التكهن بما قد تؤول إليه، وربما يتمخّض عنها نتائج سياسية وأمنية واجتماعية سلبية قد تجلب معها مخاطر تهدد الكيان اللبناني، تفرض علينا كمسؤولين على مختلف المستويات التحلي بالمسؤولية لتحصين الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره عبر توفير الدعم المعنوي واللوجستي اللازمين لمؤسساته العسكرية والأمنية وتوفير متطلبات العيش الكريم لعناصرها. أيُها الحضور الكريم, يبقى التدريب العامل الأساس في رفع مستوى الأداء الأمني، باعتباره يَسقُلُ القُدراتِ القتاليَّة، وينمي المهارات الفرديَّة، ويُعزِّزُ سُبُلَ التواصل والتعاون بين العاملين ميدانياً؛ ومن هنا سعَينا إلى أن يبقى معهد قوى الأمن الداخلي أشبه بخليَّة نحل، ناشط على الدوام، تتوارد إليه عناصر قوى الأمن الداخلي من مختلف الرتب، طلباً للمعرفة ولرفع مستوى مؤهلاتهم الفكريَّة والبدنيَّة، وتعزيزِ ما اكتسبوه من خبرات ميدانيَّة بما توصَّلت إليه العلوم والتقنيات الحديثة من معطيات ومُستجدات. فكان للتطور المضطرد الذي عرفه التدريب في قوى الأمن الداخلي نتائجه الملموسة في مُختلف المجالات، بعد أن استُكمل بالخبرة في مجال الاستعلام والتحقيق والتحليل والمداهمات والعمليات الأمنية والاستبسال في تنفيذها إلى حدّ التضحية بالنفس وسقوط العديد من الجرحى والشهداء الأبطال، فتمكنت قطعاتنا من كشف العديد من الشبكات التجسسيَّة والخلايا الإرهابيَّة، والمجموعاتِ الضالعة في الإتجار غير المشروع بالبشر والمخدرات، وغيرها من الجرائم المنظمة وغير المنظمة، كما ساهمَ في إفشالِ مخططاتها الإجراميَّة، وإحباط العديد منها، وكشف الضالعين فيها بالتنسيق الدائم والعالي المستوى مع الشقيق الأكبر الجيش وباقي الأجهزة الأمنية، كما أدى إلى تحقيق نتائج باهرة في العديد من المناسبات والمباريات الدوليَّة والوطنيَّة، وساهم في ردم الهوَّة ما بين المواطن ورجل الأمن، بإيلاء احترام حقوق الإنسان الإهتمام اللازم، واعتماد إيديولوجيَّة الشرطة المجتمعيَّة كإطار للتقارب مع المواطنين وفهم كل منهم للآخر، واعتماد منحى التَّخصُّصيَّة في مكافحة الجريمة، وتنفيذ مهام حفظ النظام وتوطيد الأمن. أيُها الدركيون المُتخرِجون ,وأنتم تُغادرون المعهد أوصيكُم أن تذكروا دائماً المعاون الشهيد إدمون رياض سمعان الذي كان لكم شرف تسمية دورتكم بإسمه، واجعلوه قدوة لكم في الشجاعة والانضباط والتفاني في الخدمة إلى حدّ بذل النفس في سبيل تخليص أبناء وطنه من آفة المخدرات فانضم إلى قافلة شهداء قوى الأمن الداخلي الذين روَوا أرض لبنان بدمائهم الذكية، كما أوصيكم أنِ تبذلوا كل ما في وسعكم في سبيل واجبكم الوطني، المتمثل في حماية الوطن من كل المكائد والمؤامرات التي تحاك ضدَّه، واحرصوا على الحفاظ على حقوق المواطنين، وجميع المقيمين على أرض لبنان بصورة مشروعة، سواء كانوا مواطنين أو سائحين أو زوَّاراً أو نازحين، طالما التزموا بروحيَّة القوانين والأنظمة المرعيَّة الإجراء؛ كما أوصيكم ببذل قصارى جهدكم في معرضِ تنفيذ ما يوكل إليكم من مهمات وواجبات أمنية وعدليَّة، وسخروا كل ما تعلمتموه واكتسبتموه خلال فترة تدريبكم لتنفيذ المطلوب على أكمل وجه؛ ولا تتهاونوا مع المخلّين بالأمن، وقِفوا دائماً وباقي زملاءكم إلى جانب الحق، ناصروا المَظلوم على الظَّالم، واضربوا بيدٍ من حديد عتات المُجرمين، وفي طليعتهم الإرهابيين والمتاجرين على نحو غير مشروع بالمخدرات أو الأسلحة أو بالبشر والسارقين وكل من تسوِّل له نفسه انتهاك حرمة القانون. إلاَّ إنني أوصيكم في المقابل بضرورة الموازنة ما بين مقتضيات تنفيذ القانون ومُكافحة الجريمة، وبين ضمان احترام حقوق الإنسان باعتباره واجبٌ أخلاقي، التي أمْلته الشرائع السماويَّة، وأكَّدت عليه المواثيق الدوليَّة، وكفلته مختلفُ الدساتير الوطنيَّة وفي طليعتها الدستور اللبناني. وأختم بالتوجه لقيادة المعهد وجميع الضُّباط والرتباء والعناصر العاملين فيه، والسَّاهرين على الحفاظ على مستوى التدريب والتَّعليم فيه، كما على راحة المُتدربين أنفسهم، لأشد على أيديهم، وأحثَّهم على بذل المزيد من الجهد، لتحقيق أفضل النتائج، مُسخِّرين كل ما أوتوا من إمكانيات فكرية وبنى جسديَّة وإمكانات لوجستيَّة وماديَّة، للإرتقاء بمعهد قوى الأمن الداخلي إلى مصاف المعاهد الأمنيَّة العالميَّة التي يُحتذى بها. عشتم,عاشت قوى الأمن الداخلي,عاش لبنان. ثمّ نفّذ المتخرجون محاكاةً لعدّة مهمات وعمليات أمنية (مكافحة شغب، توقيف مطلوبين، مداهمة مطلوب متحصّن داخل منزله، عرض لقيادة الدراجات الآلية من قبل المتخرجين)، تلا ذلك عرضاً عسكرياً على وقع موسيقى قوى الأمن الداخلي، وفي الختام أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة والتقطت الصور التذكارية
|