تحت شعار: "معا لوقف عداد الموت على الطرقات"، نظمت جمعية "سوشيل واي" برعاية محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا مؤتمر "السلامة المرورية.. دور البلديات والمدارس" في مقر نقابة المهندسين بطرابلس، بالتعاون مع المجلس الوطني للسلامة المرورية وبالشراكة مع جمعية"نورث رايدرز"والأكاديمية اللبنانية للسلامة المرورية ونقابة المهندسين، وبتمويل من وزارة الشؤون الاجتماعية.
حضر المؤتمر زياد ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، أحمد الصفدي ممثلا الوزير السابق النائب محمد الصفدي، النائب خضر حبيب، وممثلون عن النواب: سمير الجسر، محمد كبارة، نضال طعمة، والوزير السابق فيصل كرامي، والنائب السابق مصباح الأحدب، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين نقيب المهندسين ماريوس بعيني، نقيب المحامين عبدالله الشامي، رئيسة المنطقة التربوية نهلة حاماتي، قائمقام زغرتا إيمان الرافعي، المساعد الأول لقائد منطقة الشمال الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد وجيه متى، واصف كريمة ممثلا المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار، وحشد من رؤساء وأعضاء الإتحادات والمجالس البلدية ومدراء واساتذة المدارس الرسمية والخاصة، وهيئات المجتمع المدني ونقباء مهن حرة والصليب الأحمر، وحشد من المهتمين بالسلامة المرورية.
راعي المؤتمر المحافظ نهرا القى كلمة أشاد فيها بمشاريع "سوشيل واي" شاكرا إياها مع سائر الشركاء على تنظيم المؤتمر والداعمين والمشاركين فيه، وشدد على عدم الإكتفاء بإنعقاد المؤتمرات التي تطرح قضايا السلامة المرورية ولكن أن يتم تنفيذ القرارات ذات الصلة على غرار ما تم إحداثه من ممرات آمنة تم تطبيقها حول معرض طرابلس مخصصة للدراجات الهوائية في اعقاب مؤتمر بايك طرابلس.
وقال:السلامة المرورية تبدأ من السائق المتنبه لما يحصل حوله لتفادي اية حوادث، وبإمكان ذلك تخفيف ما نسبته 50%من الحوادث، إلى دور المدارس والجامعات والبلديات وقوى الأمن الداخلي والوزارات المعنية لتؤمن للمواطن وللسائق الظروف الطبيعية والسليمة لتكون طرقاتنا نموذجية، ولاسيما الممرات الخاصة للمشاة .
ودعا نهرا الى عدم ظلم وزارة الأشغال التي تقوم بعملها، وكذلك قوى الأمن، وشرطة البلديات بالرغم من قلة عديدها، وبالتالي ليس هناك من تقصير ولكننا دائما نطمح إلى الأفضل، فطرقاتنا تحتاج إلى تنظيم وإعادة تأهيل وخاصة بالنسبة للطريق الساحلية التي تربط طرابلس بعكار والتي تتضمن الكثير من الشوائب والفتوحات غير الشرعية من قبل بعض المؤسسات التي تتسبب بالحوادث، ونحن بالتعاون مع رئيس إتحاد بلديات المنية سنقوم بإغلاقها.
وعرض نهرا لقضية المطبات التي تتسبب بحوادث سير، داعيا الى تقليص عدد هذه الحوادث.

االمؤتمر افتتح بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة تقديم من الاعلامي غسان ريفي الذي أشار إلى أهمية إنعقاد المؤتمر الذي يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث المرور.
ثم تحدث مدير الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية الخبير كامل إبراهيم فعرض لواقع السلامة المرورية في محافظة الشمال، ولآخر الاحصاءات المتعلقة بحوادث السير وضحاياها، مشيرا إلى العوامل المسببة لحوادث السير ومنها السرعة الزائدة وعدم صيانة الطرقات وغياب الإنارة والنقص في اللافتات التي تشير إلى أوضاع الطرقات والقيادة عكس إتجاه السير والمخالفات المرتكبة من قبل سائقي الفانات والشاحنات على الطرقات العامة وخاصة الأوتوسترادات .
وتحدث رئيس جمعية "نورث رايدرز" المحامي فهمي كرامي فقال: لقد إنطلقنا في جمعية دراجي الشمال للتأكيد أن القيادة ذوق وفن، منتقدا العشوائية والفوضى التي تشهدها الطرقات.
وألقت رئيسة جمعية "سوشيل واي" وفا خوري كلمة أكدت فيها "أننا نتخذ من الشراكة نهجا نجسده في كل مشاريعنا ومنها هذا المؤتمر الذي يأتي على عكس سائر المؤتمرات، حيث بدأت نتائجه الايجابية تبدأ من خلال أربع ورش تدريبية ناشطة في أربع مدارس هي ثانوية روضة الفيحاء والثانوية الوطنية الأورثوذكسية ومجمع البداوي ومدرسة لقمان الرسمية بهدف تحويلها إلى مدارس نموذجية تعتمد معايير السلامة المرورية بدءا من المحيط البيئي للمدرسة مرورا بوسائل النقل على إختلافها وصولا إلى تعميم ثقافة توعوية وخلق أندية سلامة مرورية تضم الطلاب.
وأعلنت عن إيجاد مناطق نموذجية بوعد من رئيسي بلديتي طرابلس والميناء تعتمد معايير السلامة المرورية في المدينتين، وأكدت المضي بتنظيم "بايك طرابلس"الذي أصبح تقليدا ينتظره اللبنانيون لتعميم ثقافة الدراجة في المدينة، واملت الخروج من هذا المؤتمر بخطة عمل متكاملة، مؤكدة أن "سوشيل واي" ماضية في شراكتها مع كل المؤسسات الفاعلة من أجل مجتمع أفضل، ومن أجل وقف عداد الموت على الطرقات.
وتحدث نقيب المهندسين ماريوس بعيني فنوّه بأهمية التربية المرورية من أجل تكوين الوعي لدى شرائح المجتمع وتزويد الطالب بالمعارف والمهارات والقيم، وقال: إن مشكلة حوادث المرور باتت عالمية وخطيرة وبحسب الإحصاءات يسقط حول العالم سنويا مليون ونصف مليون قتيل، مقترحا خطة وطنية إستراتيجية لمعالجة مشكلة حوادث السير.
ثم القى أمين سر المجلس الوطني للسلامة المرورية البروفسور رمزي سلامة كلمة لفت فيها إلى أن تطبيق قانون السير الجديد لا يختزل بقمع المخالفات من قبل قوى الأمن الداخلي بل يتطلب تغييرات مؤسسية وصياغة وإعتماد مجموعة كبيرة ومتنوعة من النصوص التنظيمية والتطبيقية تطال أمورا تتوزع مسؤولية إعدادها على عدد كبير من الوزارات والإدارات الرسمية والبلديات.
بعد ذلك عقدت جلسة " البلديات في تعزيز السلامة المرورية"، وترأسها الاعلامي غسان ريفي، وتحدث فيها مساعد أمين سر المجلس الوطني للسلامة المرورية النقيب ميشال مطران الذي عرض للتحديات التي تواجه البلديات لجهة الصدامات، النقل والتنقل الآمن، إدارة السرعة في النطاق البلدي، مواقف السيارات، تنظيم حركة المرور، وتعزيز دور الشرطة البلدية، كما عرض لخبرات وتجارب عملية لبعض البلديات.
وتلاه ممثل مدارس الايمان الاسلامية مصطفى علوش الذي تحدث عن حادثة مقتل المربية رنا الدندشي بعد إنقلاب شاحنة محملة بالصخور على سيارتها.
وتحدث رئيس إتحاد بلديات الفيحاء المهندس أحمد قمر الدين فأكد أن بلدية طرابلس تولي السلامة المرورية إهتماما خاصا، مؤكدا أن السلامة المرورية ليست قيادة، بل هي طرقات سليمة وإشارات وإنارة، واعدا بحل كل المشكلات المرورية في طرابلس، وإيجاد منطقة نموذجية تتسع تدريجيا.
ثم عقدت جلسة "دور المدارس في تعزيز السلامة المرورية" وترأسها الدكتور جان توما الذي شدد على أهمية التربية المرورية، وبعد مقارنة بين بعض مدارس طرابلس، ومدارس في مناطق أخرى تعتمد معايير السلامة المرورية، تحدثت وفا خوري عن المشروع الذي إنطلق في المدارس الأربعة، مؤكدة أنه لم يعد مسموحا أن يؤمن الطلاب سلامتهم بأنفسهم، وتلاها المحامي فهمي كرامي الذي دعا الى تغيير الكثير من المفاهيم القائمة.
ثم تحدث مدير عام ثانوية روضة الفيحاء الدكتور مصطفى المرعبي، ومدير الثانوية الوطنية الأرثوذكسية ميشال قطرة فعرضا لتجربة مدرستيهما على صعيد تعزيز السلامة المرورية.
وعرض الخبير كامل إبراهيم للتحديات التي توجه المدارس، لافتا الى مسؤولية إدارات المدارس ولجان الأهل في تأمين سلامة الطلاب، مشددا على ضرورة أن يكون إسطول المدارس مجهز وخاضع للصيانة التامة.
ثم تحدثت ممثل مدير عام وزارة التربية رئيسة المنطقة التربوية نهلا حاماتي نعمة فأشادت بتنظيم هذا المؤتمر، مؤكدة أن المنطقة التربوية ستضعه في رؤية وزارة التربية التي ستتخذ منهجا عمليا، وبرنامجا توعويا حول السلامة المرورية سيوضع موضع التنفيذ في القريب العاجل، معلنة أن الوزير إلياس بوصعب قرر تخصيص حافلات لطلاب المدارس الرسمية تمول من صناديق لجان الأهل والمدارس، إضافة الى قيام المركز التربوي للبحوث والانماء منهجا للتربية المرورية سيشكل مادة في مختلف المراحل التعليمية